ينظر البعض للتقنيات المساعدة على أنها أجهزة ومعدات ومنتجات مخصصة للأفراد المشخصين بالإعاقة للاستعانة بها في الاعتماد على أنفسهم في نشاطاتهم اليومية في المنزل والمدرسة، والعمل، والمجتمع المحيط بهم، ويغفل عن الأدوار الأخرى التي ينبغي أن تدرج تحت مظلتها كالدفاع عن حقوق الأفراد المستفيدين منها وصياغة السياسات والإجراءات ومراجعتها دورياً في ظل المستجدات، وتوفير الخدمات المتعلقة بها، وتطوير الأبحاث العلمية، وتطوير برامج للحصول عليها والتنسيق مع المهتمين والأطراف ذات العلاقة، واستحداث البرامج التوعوية، لتمكين هذه الفئة في المشاركة المجتمعية والاعتماد على الذات في تدبير أمورهم الحياتية.
وتساهم التقنيات المساعدة فئة الأفراد المشخصون بالإعاقة في ممارسة حياتهم بصورة طبيعية من حيث ممارسة الرياضة، والتنقل داخل المنزل وخارجه، وقيادة المركبة، والعودة من جديد الى ممارسة المهنة، وترفع من انتاجيتهم وتساعدهم في الحصول على وظائف والاندماج بسهولة في مجتمعاتهم. ويجدر بالذكر أن معدلات البطالة والفقر تزيد في هذه الفئة إذا لم تعطى الاهتمام الكافي بوضع البرامج التي تهتم بتقييمهم وعلاجهم وآلية الحصول على الأجهزة والأدوات وصيانتها وإعادة تدويرها، وتزويدهم بقوائم الجهات الناشطة في مجال التقنيات المساعدة وثقيفهم بالأدوار التي تقوم بها تلك الجهات، وربطهم بمزودي الخدمة، واطلاعهم على التسهيلات المتاحة في المدن التي يعيشون بها وبرامج المسؤولية المجتمعية لدى المؤسسات المدنية، والتنوع في آليات الدعم المالي للحصول على التقنيات المساعدة، وقياس مستوى رضاهم. كما أنه ينبغي على المهتمين في هذا المجال دراسة تفاعل وأداء الأفراد المشخصون بالإعاقة نحو تلك التقنيات ومعرفة المعوقات التي يواجهونها وتصميم حلول لهم تمكنهم من أداء مهام حياتهم اليومية بسهوله ويسر.
أنواع التكنولوجيا المساعدة وكيف يتم استخدامها؟
التقنيات المعينة على التنقل والمشي مثل الكرسي المتحرك، المشايات، العكازات، عصا المشي، الجبائر، والأطراف الصناعية –
التقنيات المعززة أو البديلة للاتصال لتمكين الأشخاص من التواصل مع الآخرين –
السماعات لتمكين الأشخاص من سماع الآخرين بوضوح –
المعينات الذهنية، مثل أجهزة الكمبيوتر، الأجهزة الالكترونية المساعدة، لمساعدة الأشخاص على التذكر، التركيز، وحث مهارات التفكير –
برامج واقراص كمبيوتر مثل برامج التعرف على الصوت، وقارئ الشاشة، وتطبيقات تكبير الشاشات لمساعدة الأفراد المشخصون بخلل حركي –
أو حسي في استخدام أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المتحركة
أدوات تساعد في تقليب صفحات الكتاب، وماسكات الكتب، وقبضات قلم الرصاص –
النصوص الفورية على الشاشات للسماح للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في السمع بمشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية وغيرها من الوسائط الرقمية –
التعديلات داخل المباني وخارجها، بما في ذلك المنحدرات ومقابض الأبواب وتوسيع مداخلها لتسهيل الوصول إليه –
أجهزة تنقل خفيفة الوزن وعالية الأداء تمكّن الأشخاص ذوي الإعاقة من ممارسة الرياضة والنشاط البدني –
تعديلات على الأدوات المستخدمة للسماح للأشخاص ذوي المهارات الحركية المحدودة بالأكل وممارسة الألعاب وإنجاز الأنشطة الأخرى –
أجهزة للمساعدة في أداء مهام مثل الطهي وارتداء الملابس والحلاقة والتعديل على مقابض الأبواب، وتركيب الإضاءة على الهواتف وأجراس المنازل –
شرح لبعض أنواع تقنيات التأهيل
تساعد تقنيات إعادة التأهيل الأشخاص على التعافي أو تحسين الوظائف الجسدية بعد الإصابة أو المرض. وتشمل تلك التقنيات ما يلي
تقنية الروبوتات: تساعد الروبوتات المتخصصة الأشخاص على استعادة الوظيفة في الذراعين أو الساقين وتحسينها بعد السكتة الدماغية –
أجهزة الواقع الافتراضي: تمكن الأشخاص المتعافين من الإصابة إعادة تدريب أنفسهم لأداء مهام حركية داخل بيئة افتراضية –
تقنية النمذجة والمحاكاة العضلية الهيكلية: تساعد هذه التقنية في تحديد المشاكل الميكانيكية الأساسية في شخص يعاني من إعاقة مرتبطة بالحركة وتساعده –
في تحسين استخدامه للوسائل المساعدة والاستفادة منها في العلاج
التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة: وهي تقنية لتحفيز الدماغ عن طريق نبضات مغناطيسية عبر الجمجمة لمساعدة الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية على –
استعادة الحركة ووظائف الدماغ
التحفيز المباشر عبر الجمجمة: التحفيز من خلال تيار كهربائي خفيف ينتقل عبر الجمجمة لتحفيز الدماغ لاستعادة الحركة لدى المرضى الذين يتعافون من السكتة –
الدماغية أو حالات أخرى
جهاز تحليل الحركة: وهو جهاز فيديو يلتقط الحركة البشرية باستخدام برنامج كمبيوتر متخصص ويقوم بتحليلها بالتفصيل. تقدم هذه التقنية لمقدمي –
الرعاية الصحية صورة مفصلة عن التحديات التي يواجها الفرد المشخص بالإعاقة في الحركة واستخدام تلك المعلومات لعمل الخطة العلاجية المناسبة.
كيف تفيد تقنية إعادة التأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة؟
تساعد هذه التقنية الأشخاص الذين أصيبوا بإعاقة ناتجة عن مرض أو اصابة أو شيخوخة في استعادة أو تحسين الوظائف المعرفية والمهارية المفقودة مثل الحركة، التنقل، الفهم والتعبير، القراءة، الكتابة، وغيرها من الوظائف والتعويض عنها جزئيًا أو كلياً. فعلى سبيل المثال، تمكن التكنولوجيا المساعدة في بيئة المدرسة الطلاب ذوي الإعاقة الدخول الى المدرسة دون معوقات، والدخول على المناهج الدراسية والتفاعل معها مهما كانت شدة الإعاقة الجسدية، وتعزز من درجة الاستقلال وتقليل الحاجة الى مساعدة الاخرين. كما أن التكنولوجيا التأهيلية والمساعدة تمكن الأفراد في جوانب كثيره منها:
رعاية أنفسهم وأسرهم –
الاستمرار في الوظيفة –
التواصل مع الآخرين –
التعلم والتكيف في بيئة المنزل، العمل، المدرسة، والمجتمع –
الوصول إلى المعلومات من خلال أجهزة الكمبيوتر والقراءة –
ممارسة الرياضة والسفر –
المشاركة بالكامل في حياة المجتمع –
ما هي الحالات التي تستفيد من الأجهزة المساعدة؟
بعض الإعاقات مرئية إلى حد ما، بينما البعض الآخر “مخفي”. يمكن تصنيف معظم الإعاقات في الفئات التالية:
الإعاقة الإدراكية: تشمل الإعاقات الذهنية، صعوبات التعلم، التشتت الذهني، اضطرابات القراءة، وايضاً الحالات غير قادرة على التذكر أو التركيز على كميات كبيرة من المعلومات.
الإعاقة السمعية: تشمل حالات فقدان السمع أو ضعفه.
الإعاقة الجسدية: تشمل الشلل، صعوبات المشي أو الحركة الأخرى، عدم القدرة على استخدام فأرة الكمبيوتر، بطء وقت الاستجابة، صعوبة التحكم في الحركة.
الإعاقة البصرية: العمى وضعف البصر وعمى الألوان
الحالات العقلية: اضطراب ما بعد الصدمة، واضطرابات القلق، واضطرابات المزاج، واضطرابات الأكل، والذهان.
الإعاقات الخفية : قد تساهم بعض الحالات الطبية أيضًا في الإعاقة أو قد يتم تصنيفها على أنها إعاقات خفية مثل الصرع، داء السكري، حالات الخلايا المنجلية، فيروس نقص المناعة البشرية، السرطان. وقد تؤدي مشاكل القلب أو الكبد أو الكلى إلى مشاكل في الحركة أو الوظيفة اليومية، ويمكن اعتبارها إعاقات. يمكن للعديد من الأشخاص ذوي الإعاقات الخفية الاستفادة من التقنيات المساعدة لأنشطة معينة أو خلال مراحل معينة من أمراضهم أو حالاتهم.
الأشخاص الذين يعانون من إصابات في النخاع الشوكي، أو إصابات في الدماغ، أو شلل دماغي، أو ضمور عضلي، أو انشقاق العمود الفقري، أو خلل تكوين العظم، والتصلب المتعدد، والاعتلال النخاعي، وضمور العضلات التدريجي، وبتر الأطراف، أو الشلل غالبًا ما يستفيدون من تقنية إعادة التأهيل المعقدة ويتم تطوير الأجهزة المساعدة بشكل فردي لمساعدة كل شخص لديه إعاقة.
د. سعدي الزهراني