“أنا في اجتماع، اتصل بك لاحقا”
“في طريقي إليكم”
??
❤️
كم مرة يومياً استخدمت أيقونات هاتفك الذكي للتعبير عن مشاعرك؟ وكم مرة قمت بإرسال رسائل نصية مختصرة لعدم قدرتك على الكلام في مواقف معينة؟
تهانينا! أنت مستخدم يومي للتواصل التعويضي المعزز-عالي التقنية: ذلك يعني أنك تستخدم أساليب تواصل غير كلامية ذات تقنية عالية (هاتف الجوال، الكمبيوتر، جهاز لوحي) لتعبر عن أفكارك، احتياجاتك، ومشاعرك.
الآن تصور معي: ماذا لو كان هذا الجهاز هو وسيلتك الوحيدة للتواصل، ما رأيك به؟ هل ستستخدمه كما هو؟ هل يحتاج تعديلات؟ هل من السهل عليك الوصول عليه؟ كم تستغرق من الوقت لطباعة جملة واحدة؟ هل ينتظرك زملاؤك أم يقاطعوك، أم أسوء من ذلك: يتجاهلوك وكأنك لست موجود؟
أهلا بك في عالم التواصل التعويضي المعزز
يعتبر التواصل حق للفرد وليس امتيازاً ولذلك كان لزاماً علينا كمختصين في مجال التأهيل والعلاج أن نضمن جودة التواصل للمستفيدين من كافة الفئات العمرية: سواء كانوا أطفال، يافعين، شباب، كهول، أو شيوخ
ويعد التواصل التعويضي المعزز جزء من الممارسات العلاجية في مجال اضطرابات التواصل واللغة ويعنى بتمكين الأفراد ذوي الاعاقات التواصلية المختلفة -التي تحد من جودة تواصلهم مع الآخرين- وإيجاد طرق بديلة تعزز من انخراطهم في التعليم، العمل، والمجتمع
وقد كفلت المملكة العربية السعودية في أنظمتها حقوق ذوي الإعاقة الذين يعانون من صعوبات التواصل. إذ ينص نظام رعاية شؤون المعوقين، الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/37) وتاريخ 29/03/2000م في مادته (الثانية) على أن الدولة تكفل حق الشخص ذي الإعاقة في خدمات الوقاية والرعاية والتأهيل، وتشجيع المؤسسات والأفراد على تقديم هذه الخدمات عن طريق الجهات المختصة في كافة المجالات ومنها تهيئة وسائل المواصلات العامة لتحقيق تنقل الأِشخاص ذوي الإعاقة بأمن وسلامة وبأجور مخفضة للأشخاص ذوي الإعاقة ومرافقيهم، بالإضافة إلى توفير أجهزة التقنية المساعدة للوصول وحقهم في العمل وغيرها
وفي السنوات الأخيرة أولت المؤسسات التعليمية بشكل عالمي اهتمامًا خاصاً بالتواصل التعويضي المعزز وذلك تحت مظلة الوصول الشامل للطلاب ذوي الإعاقات الشديدة والذين يواجهون صعوبات وتحديات يومية في الصفوف الدراسية ومجاراة الأقران على المستوى الاجتماعي
من يستفيد/يستخدم خدمات التواصل التعويضي المعزز؟
الاضطرابات والمشاكل والأمراض الخلقية: إعاقات عقلية، شلل دماغي، اضطراب طيف التوحد، الاضطرابات النمائية، الاضطرابات الأيضية، الأبراكسيا الكلامية الطفولية
مشاكل صحية مكتسبة: تتطلب تأهيل
مشاكل صحية مؤقتة: كأن يكون المصاب في العناية المركزة أو لديه أنبوب تنفس يمنعه من الكلام
الأمراض العصبية الانتكاسية: التصلب اللويحي، مرض لو غريغ، الأبراكسيا
إصابات الدماغ الرضية: الناتجة هعن حوادث السيارات والانفجارات العسكرية
الحبسة الكلامية (الافيزيا): الناتجة عن السكتة الدماغية
الإعاقات الكلامية الناتجة عن العمليات الجراحية: إزالة جزء من اللسان أو اللسان أو الحنجرة بسبب السرطان
فلنتناول الشق الثاني من المستفيدين: هل نستطيع حقا استخدام التواصل التعويضي المعزز مع المصابين/ المرضى في الطور الحرج من الإصابات والامراض؟ نعم ولعدة أسباب جوهرية
المريض يكون خائف/قلق لكونه في بيئة غير معتادة وهناك العديد من القرارات التي يتم اتخاذها بشأن صحته والتي لا يستطيع التعاطي معها بالشكل المطلوب فالتواصل التعويضي يعزز من قدرة المريض على التحكم بمصيره. أيضا في كثير من الحالات يكون هناك أنبوب تنفسي و/أو مشكلة في الصوت والتي تتطلب صمام كلام لمساعدة المريض على التكلم وتعافي صعوبة البلع. وكذلك قد تكون عدم القدرة على الكلام نتيجة نوع الإصابة التي لا تسمح للمصاب بالتعبير عن الألم أو طلب المساعدة أو فهم حالته. أضف إلى ذلك بأن غالبية النقاش حول المصاب يكون سريع وقد يكون بلغة مختلفة لا يفهمها والأدوية المصروفة زيادة على قلة النوم أو مشاكله قد تؤثر على مستوى المريض الإدراكي. ولابد من تمكين المريض ليطلب الدواء أو رؤية الطبيب. ولا ننسى أن التحفيز اللغوي/ الادراكي قد أثبت بآنه يقلل من الهذيان في العناية الحرجة
أما بالنسبة للشق الأول من المستفيدين (الاضطرابات والمشاكل والأمراض الخلقية) فإن الفرد ذو الاعاقة والمختص يواجهون العديد من التحديات عندما يودون فعيل التواصل التعويضي المعزز، مثل: عدم تقبل المجتمع للتواصل التعويضي المعزز، رغبة الأهل بعلاج الكلام وحسب، ألا يقوم المعلمين بتوظيف أدوات التواصل التعويضي المعزز في خطة الطالب التعليمية، ألا يدعم التعليم العالي في المملكة استخدام هذه الأجهزة في الصف صعوبة تشخيص وعلاج بعض الحالات الشديدة. ومن المؤسف أيضا أن مما ساهم في تبطيء انتشار هذه التقنيات الجيدة وجود الكثير من اللغط والخرافات حول التواصل التعويضي المعزز (ت.ت.م.) والتي دحضتها الممارسات الإكلينيكية المبنية على البراهين العلمية، وسوف أتناول أبرزها في هذا المقال
الحقيقة |
الخرافة |
بالعكس أثبتت الدراسات أن مستخدمي ت.ت.م. بالإضافة الى علاج اللغة والنطق يكتسبون اللغة بشكل أسرع و أفضل، قلل السلوكيات العدوانية لانهم اصبحوا يعبرون عن انفسهم بشكل افضل، الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد الذين اتصفوا بنطق محدود ازداد محتواهم التعبيري و تعلموا كلمات جديدة مقارنة بالأطفال الذين لم يستخدموا ت.ت.م. |
الأطفال الذين يستخدمون التواصل التعويضي المعزز يفقدون القدرة على تعلم الكلام |
التدخل المبكر باستخدام ت.ت.م. ساهم في تطوير لغة وكلام الأطفال، حسن من تطور القواعد اللغوية عندهم وعزز من استخدامهم عدة رموز في الجملة الواحدة، لغتهم الاستقبالية تحسنت. |
الأطفال قبل سن المدرسة لا يستطيعون استخدام ت.ت.م. |
استخدام ت.ت.م. اللغوي عزز من مهاراتهم الادراكية، حسن مهارات التواصل لديهم، وأرسى قواعد تعلم القراءة والكتابة، ومهارات التواصل الاجتماعي |
الأطفال ذوي الاعاقات العقلية الذين لا يستوعبون علاقة المسبب- النتيجة لا يستفيدون من ت.ت.م |
يقوم اختصاصي النطق واللغة، اختصاصي العلاج الوظيفي، اختصاصي التقنيات الطبية المساعدة ومعلم التربية الخاصة بتقييم الفرد ذو الاحتياج ويضع له الخطة العلاجية الملائمة
ماهي العوامل المهمة التي تحدد اختيارات الاختصاصي لنظام ت.ت.م. المطلوب؟
المهارات الإدراكية: الانتباه- التركيز- الذاكرة العاملة- المهارات الإدراكية العليا ونحوها
المهارات اللغوية للفرد: متعلم، أمي، لم يتعلم اللغة بعد، لديه صعوبات في بعض مستويات اللغة
المهارات الحركية: تحدد نوع المتحكم الدي يختاره الفريق
ويعد التعبير عن الاحتياجات والرغبات، تناقل المعلومات، التقارب الاجتماعي، اتباع قواعد اللياقة الاجتماعية، والتواصل مع الذات والقدرة على التفكير بصوت عالي أهم مكونات التواصل الفعال التي لابد من التأكد من تحقيقها عند اختيار النظام الذي سيستخدمه الفرد للتواصل
ما هو أثر التواصل التعويضي المعزز على جودة الحياة وسهولة الوصول الشامل لذوي الإعاقة؟
يساعد على تعزيز جودة حياة الفرد –
يعزز انخراطه في المجتمع ويساعده على تكوين الصداقات –
يساهم في دمج الفرد في التعليم العام ويرفع فرصه لاستكمال دراسته في التعليم العالي –
يساعده على تحقيق أهداف الوصول الشامل –
يعزز من فرص التوظيف المستقبلية –
المراجع
Happ MB. (2004) Communicating with mechanically ventilated patients: state of the science. Wes J Nurs Res,Feb 26 (1); 85-103.
Patak L, Gawlinski A, Fung NI, Doering L, Berg J. (2006). Communication boards in critical care: A patient’s view.
Applied Nursing Research, 19(4), 182-90.
Patak L, Gawlinski A, Fung NI, Doering L, Berg J. (2004). Patient’s reports of health care practitioner interventions related to communication during mechanical ventilation. Heart & Lung – The of Acute and Critical Care, 33(5), 308-320.
ASHA.org
Beukelman & Mirenda, 2004
نوره الغصون- اختصاصي نطق ولغة أول
الجدارة الأمريكية في اضطرابات النطق واللغة
Norah Alghusun, MA. CCC-SLP
@nalghusun.